موضوع: إعجاز علمي جديد في رواية القرآن لقصة سيدنا نوح الجمعة أبريل 03, 2009 11:07 am
بسم الله الرحمن الرحيم إعجاز علمي جديد في رواية القرآن لقصة سيدنا نوح
يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز
"وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين"
وحري بنا أن نعرج في البداية على الاعجاز البلاغي الوارد في هذه الآية الكريمة
فلقد بلغت هذه الآية درجة عالية في الاعجاز البلاغي لدرجة أن العرب كانوا يعلقون على الكعبة أبلغ ما نظم من شعر وكلما جاء ما هو أبلغ منه أنزل القديم وحل محله الجديد وعندما نزلت هذه الآية أنزلت جميع المعلقات . ورد هذا في كتاب الزنجاني بصدد المعلقات.
وقيل فيها أيضا : " لو فتش كلام العرب والعجم ما وجد فيه مثل هذه الآية على حسن نظمها، وبلاغة رصفها، واشتمال المعاني فيها" وحظيت هذه الآية بالكثير من التحليل البلاغي وكتب عنها الكثير إلا أننا الآن لسنا في مجال سرد هذه الكتابات ونكتفي بذكر أن هذه الآية التي تتكون من 17 كلمة (أو 19 إن حسبنا "يا" كلمة) إحتوت أكثرمن 21 نوع من أنواع البديع .
فسبحان الله وصدق من قال عن هذا القرآن أنه كتاب لا تنقضي عجائبه. والاعجاز العلمي الذي إنكشف لنا منذ أسابيع فقط يخص تحديدا كلمة "ابلعي" فلننظر أولا إلى ما بين ايدينا من التفاسير فلقد ورد في تفسير القرطبي "ويقال: بلع الماء يبلعه مثل منع يمنع وبلع يبلع مثل حمد ويحمد؛ لغتان حكاهما الكسائي والفراء. والبالوعة الموضع الذي يشرب الماء."
والبلع يختلف عن الشرب فالشرب هو إستخدام ذلك الماء والاستفادة منه أما البلع فهو مجرد تمريره عبر نقطة تسمى عند البشر وكثير من المخلوقات بالبلعوم إذن فمختصر معنى بلع الماء هو تمريره إلى الجوف ، وتعني أيضا أن هذا الماء سيظل بجوف الارض إلى حين صدور أمر آخر لها. وهذا هو لب هذا الموضوع.
فبالاضافة إلى رقة البلاغة في هذه الآية نجد أيضا الدقة العلمية. فسبحان الله.
في شهر فبراير (2) من هذا العام 2007 نشرت نتائج دراسة للبرفسور مايكل ويسيسيون من جامعة جورج واشنطن بمدينة سينت لويس وبمساعدة طالب دراسات عليا من جامعة كاليفورنيا سان دييقو. الدراسة انطوت على تحليل 80 ألف هزة مسجلة على 600 الف سجل زلازل أو ما يعرف بسيزموقراف ولمدة 15 عاما. والمبدأ الذي بنيت عليه الدراسة هو نفس المبدأ المستخدم في إستكشاف النفط . فعن طريق تحليل البيانات السيزموغرافية تستطيع شركات النفط أخذ فكرة عن طبيعة تكوين طبقات الارض ومعرفة ما إذا كانت هناك فرصة للعثور على النفط. ويحدث هذا عن طريق إحداث تفجيرات على سطح الارض بالمنطقة المراد دراستها ثم تسجيل إنعكاسات هذه الموجات من قبل مجسات شبيهة بناقل الصوت أو الميكروفون ثم تحليلها بإستخدام الحاسب الآلي أو الكمبيوتر. وكانت فكرة البرفسور الامريكي هو إستغلال بيانات الهزات الارضية التي تحدث بإستمرار والتي تسجل لدى آلاف المحطات المنتشرة على سطح الارض. وعن طريق تحليلها فمن الممكن أخذ فكرة جيدة عن طبيعة طبقات الارض. ومن المعروف والثابت علميا أن سرعة انتقال هذه الهزات تختلف من وسط لآخر ، فعندما تمر الهزات بمنطقة صخرية فإنها تتمتع بسرعة عالية بينما يحدث لها بطء وضعف عند مرورها بمنطقة تحوي مياه أو سوائل. فعند حدوث هزة أرضية بإحدى الجزر اليابانية مثلا فإن تلك الهزة عادة ما تبلغ من القوة ما يجعلها تسجل لدى كثير من محطات متابعة الزلازل حول العالم فتستقبلها محطة في ايطاليا وأخرى في البرازيل غير أن الوسط الذي تمر فيه هذه الهزة يختلف من موقع لآخر وهذا ما يعطي فرصة جيدة للتعرف على باطن الارض عن طريق تحليل ومقارنة تسجيلات هذه الهزة في جميع أنحاء العالم .
محصلة الدراسة أثبتت وجود محيطين مائيين ضخمين الاول تحت الجزء الشرقي من قارة آسيا وهو الاكبر والمحيط الثاني الاصغر حجما موجود تحت قارة امريكا الشمالية على عمق يتراوح بين 1200 إلى 1400 كيلومتر تحت القشرة الارضية.
وحتى نكون على بينة من هذا العمق فإن متوسط عمق آبار النفط يتراوح بين 1400 متر أو 1.4 كم إلى 3700 متر أو 3.7 كيلو متر وأن أعمق بئر نفطي جاري حفره الآن في الصين وسيبلغ عمقه 8875 متر أو أقل من 9 كيلومترات.
في الصورة الموجودة أعلى هذه الصفحة نرى اللون الاحمر يمثل أعمق أجزاء هذا المحيط الضخم الموجود أسفل قارة آسيا وكذلك المحيط الاصغر الحجم الموجود تحت قارة أمريكا الشمالية وتشير الخطوط الخضراء في الصورة إلى حدود القارات وكذلك تقاسيم الصفائح الارضية tectonic plates أما المناطق الصفراء فتمثل وجود الماء ولكن بكمية أقل
وهذه صورة أخرى بشكل مختلف
فسبحان الله حين أمر الارض أن تبلع مائها فقد يكون هذا الماء المتواجد بالمحيطين الضخمين أو أحدهما هو نفس الماء الذي أمر المولى عز وجل الارض أن تبلعه ، وإكتشافه الآن دليل آخر على إمتثال الارض لامر الله ببلع الماء والاحتفاظ به في جوفها.
ونشهد هنا لطيفة أخرى وهي أن هذا الماء يخص الارض فهو نفس الماء الذي فار منها ولم ينسب الماء إلى السماء وإنما ورد الامر إلى السماء في صيغة "اقلعي" فقط. ووصف المولى عز وجل إنحسار الماء بالغيض وهو النقص. ولم يأمر المولى عز وجل الماء بأن يجف وإلا لكانت كارثة بيئية عظيمة و لما إستمرت الحياة على وجه الارض.
فسبحان الله
مع بلوغ هذه الآية كريمة درجة عالية من البلاغة فكل كلمة فيها هي غاية في الدقة وما علينا سوى البحث و التنقيب والتدبر.